س: من حق الولد أن يتربى في أسرة متماسكةٍ. كيف يمكن أن نفسر تشريع الطلاق، بناءً على ذلك؟ وهل من تأثيرات إيجابية للطلاق تبرِّر تشريعه؟
ج: قد يكون من حق الولد أن يتربى في أسرة متماسكة، إلا أن للطلاق تأثيرات إيجابية على الأولاد في حال فشل زواج الوالدين وتحول علاقتهما إلى جحيم لا يطاق بالنسبة إلى الأولاد، خصوصاً عندما يضرب الزوج زوجته، أو تهرب الزوجة من زوجها عندما يتشاتمان ويتنازعان ويتهاجران بشكل دائم وما إلى ذلك، ما يعطي الأولاد إحساساً بالاضطهاد والحيرة والتمزّق، ويضعهم في حالة طوارىء تدمر نفسياتهم، وتعطيهم صورة سلبية عن الحياة والزواج وعن الجنس الآخر، إلى درجة يتعقد فيها الصبي من المرأة إذا كانت أمه تسيء لأبيه، وتتعقد البنت من الرجل إذا كان أبوها يسيء إلى أمها وما إلى ذلك.
وقد ذكر بعض العلماء، أن المجرمين هم أولاد الخلافات الزوجية، لذلك أراد الإسلام من الزوجين معالجة خلافاتهما قبل الوصول إلى الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله، فركّز على أن يكون أساس العلاقة الزوجية مبنياً على المودة والرحمة، والأمن والسكينة، وهو المناخ المثالي لتنشئة الأولاد، كما حصّن الإسلام الزواج من إمكانية الانهيار تحت تأثير الخلافات، بقانون تحكيم العائلة {وإن خفتُم شِقاق بينهما فابعثوا حكَماً من أهله وحكَماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفِّق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً} (النساء:35). فإذا نشبت الخلافات، ولم تنفع معها كل الإجراءات الوقائية، فإن الطلاق عند ذلك يكون الحالة الأسلم للزوجين وللأولاد، وهذا ما عبّر عنه القرآن الكريم: {فإمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان} (البقرة:229).