تزيد المسافات بيني وبينك .. تخبو الملامح شيئا .. فشيئا .. وتغدو مع البعد بعض الظلال.. وبعض التذكر .. بعض الشجن .. ويغدو اللقاء
بقايا من الضوء .. تبدو قليلا ... وتخبو قليلا .. وتصغر في العين.. تسقط في الأفق ترحل كالعطر .. تغدو خطوطا بوجه الزمن ..
فماذا سأحكي وكل الملامح صارت ظلالا .. وكل الذي كان أضحي خيالا ...
وأصبحت أنتي الزمان البعيد .. أعود إليه .. فيبدو محالا
تزيد المسافات بيني وبينك يخبو البريق .. ويحملني الشوق ألقي بنفسي علي شاطئيكي فأرجع منكي .. وبعضي حريق..
وأسأل نفسي علي أي درب سألقاك يوما .. وقد صار وجهك في كل درب يطوف بعيني .. طريق أشد الرحال إليه .. فيهرب مني ..
طريق أعود غريبا عليه .. فيسأل عني ..
طريق يداعبني من بعيد فأجري إليه .. ويصرخ دعني..
ما عاد في الدرب غير الألم .. فهل من زمان يعيد الطريق لأقدامي ؟
هل من زمان يلملم بالصبح أشلائي .. تعبت من العدو خلف السراب
وضقت زمنا بأحزاني وأمضي مع الحلم عمرا طويلا ..
وتغدو المسافات هما ثقيلا .. ومازلت أمضي .. وأمضي إليكي .. وإن كان عمري يبدو قليلا
هل من زمان نقي في ضمائرنا يحي الشموخ الذي ولي ..فيحييني؟
ياساقي الحزن .. دعني إنني ثمل..
عمري شموع علي درب المني إحترقت .. والعمر ذاب
وصار الحلم سكينا ..
كم من ظلام ثقيل عاش يغرقني ..
أنتزع زمانك من زمني .. تتراجع كل الأشياء
أذكر تاريخا .. جمعنا ..
أذكر تاريخا .. فرقنا
أذكر أحلاما عشناها بين الأحزان .. أتلون بعدك كالأيام ..
في الصبح ... أصير بلون الليل
في الليل ... أصير بلا ألوان
أفقد ذاكرتي رغم الوهم .. بأني أحيا ... كالإنسان
تُري من أعاتب ....؟
أأعاتب فيكي زمانا حزينا .. منحته عمري .. ولم يعط شيئا.. وهل ينجب الحزن غير الضياع؟
تُري هل أعاتب حلما طريداً .. تحطم بي صخور المحال .. وأصبح حلما ذبيح الشراع ؟
تُري هل أعاتب صبحا بريئا تشرد بين دروب الحياة وأصبح صبحا لقيط الشعاع..؟
تُري هل أعاتب وجها قديما تواري مع القهر خلف الظلام فأصبح سيفا كسيح الذراع ..؟
تُري من أعاتب ......؟
ولم يبقي في العمر إلا القليل...
تُري من أعاتب ......؟
قولي لي وماعاد في العمر وقت لأعشق غيرك
أنت الرجاء أأعشق غيرك؟
كيف وعشقك فيً دماء.. تروح وتغدو بغير إنتهاء
سيظل الظلام يغرقني وقد أفتح بابي مهموما..
كي يدخل لصا يخنقني..
أو يدخل حارس بلدتنا .. يحمل أحكاما .. وقضايا
يخطئ في فهم الأحكام .. يطلق في صدري النيران
ويعود يلملم أشلائي...
ويظل يصيح علي قبري ...
أخطأت وربي في العنوان