أعترف باننى كثيرا ما كنت أشعر اننى لا أفهم نفسى, لا اتوقع ردود افعالى ولا أعرف لماذا اقدم على تصرفات و أفعال هى الى حد كبير بعيدة عن افكارى و قناعاتى. لذلك قررت ان أذهب فى رحلة طويلة و قد تكون الأطول بحياتى, و الأهم انها الأهم. رحلة البحث عن الذات هى وجهتى.
بدأت أقرأ فى علم النفس, مقارنة الاديان, و منه تعرفت على علم الطاقة البشرية و البرمجة اللغوية العصبية, و الذى وجهنى نحو مرحلة التأمل التى قادتنى الى رحلة البحث عن الروح, عن أصلى و حقيقتى. و التأمل من أهم المراحل التى لابد ان يمر بها الأنسان على الأقل مرة واحدة فى حياته, فجميع الأنبياء, المرسليين و الحكماء قد مروا بهذه المرحلة أكثر من مرة و تعتبر السبب الرئيسى الذى أدى الى وصولهم لمعرفة الله. و أكتشفت اننى كلما بحثت اكثر, كلما أصبح عندى نهم للمعرفة. و كلما تأملت, تذهلنى الحقيقة.
الا أننى أكتشفت سر التناقض الذى طالما تعجبت منه, و كثيرا ما ازعجنى. فنحن البشر نحمل بداخلنا النور والظلام, الحق و الباطل, الخير و الشر. لكننى ايقنت ان النور الذى بداخلنا, يمكنه ان يضئ الكون, فهو كالشمس ساطع واضح. كيف لا و هو نور الله؟
و من خلال هذه الرحلة تعرفت على ذاتى و نفسى, و تعرفت أكثر و أكثر على ذلك الكنز الذى أحمله بداخلى, و هو ليس كنز شخصى لأننا نحمله جميعا بداخلنا. الا أننا و للاسف نضيع وقتنا سعيا وراء المظهر, و تركنا الجوهر. و تجاهلنا أعذب ما فى حياتنا و ما لا يوجد ما هو أجمل ولا أهم منه, و هو معرفة ذاتنا التى من خلالها سنتعرف على الله بحق, ستعرف على روعة ما تحمل بداخلنا, ستعرف على محبة الله لنا و قربه منها. الم يقل الله تعالى فى كتابه الكريم أنه اقرب الينا من الحبل الوريد, فى الواقع هذا أعمق وصف يصف حقيقة علاقتنا بالله سبحانه و تعالى. الا أننا و للأسف نادرا ما نسمح لأنفسنا بأكتشاف أنفسنا, لكن عندما تعرف الحقيقة ايها الأنسان, سيخجل كل ظالم, جائر, غافل من أفعاله.
أما انا فسوف امضى فى رحلتى . واكتشف اكثر من المعرفة