موضوع: شاب يتحدث عن مشكله
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم
ليس لدي مشكلة شخصية والحمد لله, لكن ما سأقصه عليك هو مشكلة شباب اليوم, فأنا كواحد منهم أشعر بالاضطراب والتخبط بين شكل الدين الذي يقدمه المجتمع من حولي وبين الدين الذي تقدمونه أنتم.
أشعر أن الناس من حولي منافقون, ولذلك أنا أؤيد بشدة ما ذكرته لك الأخت في استشارة (وليس الذكر كالأنثى, وليس كل متخصص بمخلَّص)
فمثلا يجب إذا سلمت على إمام المسجد أن يقول اللهم صل على سيدنا محمد فهو لا يكتفي برد السلام, بل كأنه يشعرني بأنه أكثر مني تدينا, فلا أشعر أني أرتاح لكلامه مثلما أشعر بالراحة في كلماتكم, خاصة مع ما تحويه من الصدق والإخلاص والبعد عن التعقيد؛ لكن- واعذروني لصراحتي- في نفس الوقت أخشى أن يكون تبسيطكم للدين ناجما عن تساهلكم فيه, فالمجتمع من حولي يتصرف غير ما تقولونه أنتم, وأنتم تعرفون أن الإنسان بطبعه يميل إلى رأي الأغلبية, خاصة فيما تطرحونه من مفاهيم بالنسبة لعلاقة الرجل والمرأة في المجتمع الإسلامي, فإمام المسجد هذا في خطبه كثيرا ما يشير إلى أن أفضل مكان للمرأة هو البيت, وأنه لا يطلب منها التعلم مثلا, بينما أنتم تصرون على عكس ذلك, بل – أنت خاصة يادكتورة ليلى– تمثلين وجها آخرا للمرأة غير ما اعتدنا عليه, ولأضرب لك المثل بزوجة عمي , فهي رغم أنها محرمة علي لكنني منذ تزوجها عمي لم أر وجهها ولم أسمع صوتها, وقد حرمت على عمي إدخال التلفزيون للبيت, وهو يسايرها في ذلك, لكن أرى النتيجة في أولادها أنهم ما إن يذهبون إلى بيت فيه تلفزيون حتى يجلسوا أمامه ولا يريدوا مفارقته. فهذا إن كان خطأ لأنه نتيجة كبت, لكنني أحيانا أفكر أن رأيها صحيح فيما يخص علاقة الرجل والمرأة . ولا أخفيك سرا أنني أحيانا يأتيني خاطر سريع بامرأة محرمة علي- حرمة مؤقتة طبعا فمعاذ الله أن يأتيني خاطر بمحرماتي الدائمات كأخواتي فلست سيئا إلى تلك الدرجة- ولكن هذا خاطر ولا أدري ما هو حكم الدين وهو ليس خاطر جنسي على الإطلاق وإنما عاطفي في الغالب وهو خاطر ألجمه بأسرع وقت ولا أسمح للشيطان أن يلعب .. هذا ما زاد حيرتي فعلا وخوفي من توجهكم الفكري والميل لتأييد رأي زوجة عمي أو رأي بعض المشايخ المتشددين.. بهذه النقطة فقط..بأنه من الذي يضمن للمرأة أن يميل الرجل لها عاطفيا حتى لو كانت محرمة عليه بحرمة مؤقتة و حتى لو كان متزوجا وهي متزوجة بحجة العمل أو الثقافة أو العلم!! ولا يخفى عليكم الكثير من هذه القصص التي تحصل في مجتمعاتنا من فلان أحب زوجة أخيه وامرأة أحبت زميلها في العمل وهلم جرا..
كنت قد سألتك عن تصرفي في الجامعة وخاصة مع قدوم الصيف, فأشرت علي في ردك :
كيف أحب الله وأتزوج وأتحمل الحر؟ أن أعود إلى رد لك هو يحدث بين الطلبة والطالبات هواجس ملتزم حيث نصحتِ السائل أن يتعامل داخل الحرم الجامعي مع الفتيات وأنهن أخواته فكما يحرم عليه التفكير بأخته في البيت يحرم عليه التفكير بزميلته أثناء دوامه في الجامعة, وأصارحك أنني مع الفتاة المحجبة المحترمة - وخاصة بعد أن بدأت أتبنى وجهة نظرك الصحيحة للمرأة - أنظر إليها كأنها أختي فعلا وأربي نفسي وبصعوبة على هذا لأنه يكفينا نذالة وقلة ضمير حتى في تصوراتنا المريضة التي حشا عقولنا بها هؤلاء الإعلاميون والفنانون من أصحاب الفن الرخيص..
فأجدادنا منذ خمسين أو ستين سنة كانوا جهلاء بالدين ولكن كانوا كلهم شهامة ومروءة وعفة..فلماذا نحن الذين ندعي الالتزام الجديد ليس لدينا في تفكيرنا هذه المفاهيم ؟؟؟!!!!!!
تطير عواطفنا بسرعة بدون ضبط ..حرام أو حلال.... تنطلق شهواتنا بسرعة بدون ضابط..كم هذا يؤلم فعلا... لا نصدق أن فتاة أرسلت لنا ميل عن طريق أي مجموعة وهي لا تعرفنا أصلا حتى يطير الخيال أشكال وألوان !!! و حدثت مع أحد أعضاء مجموعة من الشباب والفتيات على الياهو أن بعضهم أخذ اسم فتاة ترسل للمجموعة وأضافوا اسمها على الماسنجر!! وبدؤوا كلهم يتساءلون: من هذه؟ من هذه الفتاة التي ترسل اسمها وعنوانها هكذا؟؟ وقال أحدهم أنه وجدها على الماسنجر وظلت تقول له : مرحبا .. مرحبا.. لاحظي هي التي قالت وليس هو!!..بربكم نحن أناس يستحقون النصر؟؟ !! ونحن طلاب جامعة ..فما بالكم بالطبقات التعليمية الأقل !!
كان أحد أصدقائي يحدثني..يقول لي سبحان الله لو صعدت أنا وامرأة أو فتاة متبرجة قليلا أو كثيرا في المصعد فأول ما يخطر في بالي شيء غلط ..المشكلة لا ندرك لماذا ؟؟ ..أصبحنا نشعر بحجم الكارثة في عقولنا ونفوسنا وتصوراتنا ..
لا أنسى العبارة الذهبية للدكتور وائل مرزا "كم أتمنى أن أقابل هذه الشخصية" والتي جاءت في مقاله الرهيب عن الإنترنت وأزمة العقل المسلم والعربي
"عندما يُصاب العقل بأزمة في تشكيله ، تتضاءل إلى حدٍ كبير قدرته على فهم العالم من حوله ، وعلى التعامل معه بشكل فعال . وتتقدم بالتالي العواطف والغرائز المباشرة لتقود رحلة الإنسان في هذه الحياة باتجاه تحقيق أهدافه وتطلعاته"
قريبي عندما قرأت عليه هذه العبارة مباشرة وبدون تردد قال: بالضبط أنا كذلك..مع أن قريبي هذا ليس بالواضح معي أنه هكذا إطلاقاً ولكن من شدة تأثره بهذه الجملة قال لي: قل لي من صاحب هذه العبارة ؟؟؟وللأسف ليس قريبي فقط ولكن أجد مجتمعا بأكمله وربما لا أبالغ إذا قلت أن أمة هكذا ..ولذلك عباراتكم كلها وبدون استثناء تقع على رأسي كالقنبلة النووية ..معقول أن أمة.. يا جماعة أمة... بهذا الوضع المزري والله لا أكاد أصدق!!معقول عقلنا مشلول بهذه الدرجة... لا إله إلا الله ..مهما صار معنا قليل علينا!!
ولذلك أرجوكم ألا تنزعجوا مني إذا شعرت بالخوف من أفكاركم فالإنسان عدو ما يجهل ومن أمثالكم نادر ..وكما قلت في أحد ردودك أن ( فطرة أغلبنا قد شوهت فلم نعد نعرف الخطأ من الصواب إلا من رحم ربك), فأنا معك أن أصحاب الفطرة السليمة نوادر
وعقلي الآن في حالة ذهول وصراع رهيب وتخبط لا يكاد يستوعب بعد ما الذي يحدث؟؟
حتى صرت أحدث نفسي لا أريد أن أسمع من أحد مهما كان وسطيا أو متشددا أو علمانيا أو.....لا أريد ..أريد أن أرجع غافلا كما كنت فذلك أكثر راحة لي..!!!
ولذلك أنا فعلا لدي فضول غير طبيعي على الرغم من الخوف لأسمع منكم ومن أمثالكم وأتعلم الكثير والكثير والكثير ...يا الله لو صار عندنا حرية ماذا سنفعل ..وسنصنع وعندنا هذه العقول المعفنة.. الله يستر
منقووووووووووووووووووووووووول
_________________
اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة رب كل شئ ومليكه اشهد ان لا اله الا انت اعوذ بك من شر نفسى ومن شر الشيطان وشركه وان اقترف على نفسى سوءا او اجره الى مسلم